[ومن سورة] البقرة
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)
[١] (الم). قال عليّ عليهالسلام فيها وفي الحروف الّتي في أوائل السّور : إنّها أسماء مقطّعة لو علم النّاس تأليفها ، لعلموا الاسم الأعظم. وقيل : علامة لكلّ سورة. وقيل : أقسام فيها الاسم الأعظم. وقيل : سرّ الله في القرآن. وقيل : من المتشابه. وقيل : دليل على أنّ القرآن كلام الله ، إذ ليس للعرب مثله.
[٢] (ذلِكَ الْكِتابُ) الّذي قد سمعتموه ، (لا رَيْبَ فِيهِ) : لا شكّ فيه. (هُدىً) : بيان. وقيل : رحمة. وقيل : نور. (لِلْمُتَّقِينَ) ما حرّم الله عليهم. وأصل الاتّقاء : الامتناع.
[٣] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) : يصدّقون. (بِالْغَيْبِ) : ما غاب عنهم من أمر الآخرة ، من البعث والحساب والثواب والعقاب. وقيل : الله. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) : يؤدّونها ويتمّونها شرعا. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) الحقوق المفروضة ؛ كالخمس والزّكاة وصرف الحجّ وكذلك.
[٤] (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من الوحي والقرآن (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) من الوحي والكتب على الأنبياء ، (وَبِالْآخِرَةِ) : بالغيب والجزاء (هُمْ يُوقِنُونَ) : يعلمون من غير شكّ.
[٥] (عَلى هُدىً) : على رشد وبيان. (الْمُفْلِحُونَ) : الفائزون بالثّواب والبقاء في الجنّة. وأصل الفلاح : البقاء. قال الشاعر :
«لكل ضيق من الأمور سعة |
|
والمساء والصّباح لا فلاح معه» |
؛ أي : لا بقاء.