إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (١٤) قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (١٥)
[١١] (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : كسنّتهم وعادتهم. وقيل : كشبهتهم (١).
[١٢] (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : أبي جهل وأبي سفيان وأصحابهما. (الْمِهادُ) : الفراش.
[١٣] (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا) يوم بدر ؛ جماعة النبيّ وجماعة أبي جهل وأبي سفيان. (فِئَةٌ) : جماعة (تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ). وهي جماعة النبيّ صلىاللهعليهوآله. (وَأُخْرى كافِرَةٌ). وهي جماعة أبي جهل وأبي سفيان. (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ). كان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر ، والمشركون تسعمائة وخمسين. فقلّل الله المشركين في أعين المسلمين ، لتقوى قلوبهم على القتال. وقلّل المسلمين في أعين المشركين ليطمعوا فينفذ فيهم حكمه بملائكته. (يُؤَيِّدُ) : يقوّي. (لَعِبْرَةً) : اعتبارا.
[١٤] (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) : لأبي جهل والوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأمثالهم من الرؤساء. (وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ). كقولك : دراهم مدرهمة. وقيل : القنطار اثنا عشر ألف دينار. وقيل : ملء مسك ثور من ذهب أو فضّة. (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) : الرواتع. وقيل : المعلّمة المهيّأة للحرب. وقيل : الّتي كلّ شيء منها حسن. (وَالْأَنْعامِ) : الإبل والبقر والغنم. (وَالْحَرْثِ) : الزرع على اختلاف ألوانه وأنواعه. (ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ينقطع بخلاف متاع الآخرة. (حُسْنُ الْمَآبِ) : المرجع في الجنّة.
[١٥] (وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من الحيض والمنيّ والحبل والقذر.
__________________
(١) ـ ل : «كشبههم».