أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥) قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧) لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٢٨) قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩)
[٢٤] (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) : أربعين يوما. (يَفْتَرُونَ) : يكذبون.
[٢٦] (مالِكَ الْمُلْكِ) في الدّنيا والآخرة. (تُؤْتِي الْمُلْكَ) : النبوّة. وقيل : نزلت لمّا قيل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه يملك ملك فارس والروم ، قال المنافقون : من أين يحصل له ذلك؟! أما يكفيه مكّة والمدينة؟! (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ) ؛ أي : تنقل النبوّة من قوم إلى قوم.
[٢٧] (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) : تدخله بدلا منه. (وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) كذلك. وقيل : يجعل ما نقص من أحدهما زيادة في الآخر. (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) : من النطفة وهي ميتة. (وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : النطفة من الحيّ. وقيل : المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن. وقيل : السّنبلة من الحبّة ، والحبّة من السّنبلة.
[٢٨] (تُقاةً) ؛ أي : تقيّة. (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) : عقاب مخالفتكم أمره ونهيه.