بسم الله الرّحمن الرّحيم ومنه سبحانه الاستعانة للتتميم
وبعد فهذه رسالة فى حجيّة الظن وهذه المسألة من المهام ولم يتفق عنوانها الّا فى قرب من هذه الايّام وقد اعيى وعورها قرائح الاعلام واعقم عياصها انظار ذوى الافهام وكم زلت وازلت فيها ثوابت الاقدام والطّاهر انّه لم يتفق فى العلوم النقليّة ما كان مقامه هذا المقام وكانها صارت فنا مخصوصا بتتالى الكلام فلا بدّ فيها من تمام الاهتمام والاهتمام التمام باتمام النقض والابرام واكمال تعميق النّظر فى باب المرام وعلى الله التوكّل وبه الاعتصام عن سخائف الاوهام وينبغى رسم مقدّمات ينجلى بها عن وجهة المقصود غياهب الظّلام الاولى فى المقصود بالحجيّة ويبتنى الكلام فيه على الكلام فى الاحكام الوضعيّة فنقول انّه قد اختلف تارة فى اصل ثبوت الاحكام الوضعيّة واخرى فى امور من حيث كونها من الاحكام الوضعيّة فجرى جماعة على رجوع الاحكام المشار اليها الى الاحكام الخمسة كالسّيّد الداماد فى السّبع الشداد بل جعله مختار المحصّلين والعلّامة السّبزوارى والعلّامة الخوانسارى وهو المنصرح من الشّهيد فى الذكرى وصاحب المعالم فى بعض كلماته والسّيّد الصّدر بل حكى الاخير استقرار راى المحصّلين عليه وجرى جماعة اخرى على كونها احكاما مستقلة بذاتها كالعلّامة فى النّهاية والتّهذيب والشّهيدين فى القواعد والتمهيد وهو يلوح من صاحب المعالم فى بعض آخر من كلماته وينصرح من الفاضل التّونى وهو ظاهر الحاجبيين وصرّح شيخنا البهائى فى الزّبدة بانّها ليست احكاما اصلا قال والوضعى ليس بحكم بل مستلزم له وصرح فى التعليقات بانها علامات والحق ثبوتها مستقلة بذاتها على ما حرّرناه فى الاصول إلّا انها قليل المصداق حيث ان المدار فيها على استعمال اللّفظ فى كلام الله سبحانه او نبيّه صلىاللهعليهوآله او بعض اوصياء نبيّه سلام الله عليهم اجمعين فى معنى مخترع كالنجاسة بناء على استعمالها فى المعنى المخترع والّا فلا يكون من الاحكام الوضعيّة ومن هذا الاشكال من صاحب المدارك والفاضل الخوانساري فى تعليقات الرّوضة والسّيّد السّند العلى فى الرّياض تبعا للمقدّس نقلا فى دلالة فى قوله سبحانه انّما المشركون نجس على نجاسة الكفّار بالمعنى المعروف نظرا الى انّ النّجاسة بمعنى القذارة ولم يثبّت تطرق الحقيقة الشّرعية عليها وعلى ذلك المنوال قال الطّهارة بناء على عدم الاستعمال فى المعنى اللّغوى ولا فى عدم النّجاسة كما هو مقتضى الاستدلال باصالة الطهارة فيما اشتبه حكمه الشّرعى طهارة ونجاسة بل الاستعمال فى معنى وجودىّ مخترع كما جرى عليه فى الذخيرة ولذا انكر اصالة الطّهارة بتقريب ان كلا من الطّهارة والنّجاسة حكم وجودىّ لا بدّ ان يثبّت من الشارع