وقال عزوجل :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)(١).
فالقرآن الكريم وكذلك السنّة الشريفة ليوبّخان من يتّبع أباه الجاهل الضالّ الذي لا يعلم ولا يهتدي.
أدلّة جواز التقليد
وأمّا الأدلّة النقليّة الدالّة على جواز التقليد وصحّته فيما يبتنى على العلم والحجّة فهي كما يلي في الكتاب الكريم والسنّة الشريفة والسيرة العقلائيّة.
أوّلاً : إنّ في القرآن الكريم لآيات شريفة تدلّ على جواز التقليد بل حسنه ورجحانه ، بل لزومه :
١ ـ منها : آية النفر : قوله تعالى (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(٢).
وكيفية الاستدلال بها أنّ الله سبحانه يحرّض طائفة وجماعة من المؤمنين ويأمرهم بالتفقّه في الدين أوّلاً ، ثمّ الإنذار ثانياً ، والظاهر من الإنذار هو بيان
__________________
(١) البقرة : ١٧٠.
(٢) التوبة : ١٢٢.