حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ) ، وقوله (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(١).
ومن الكلفة المذمومة ما جاء في الخبر الشريف : (شرّ الإخوان من تكلّف له).
والتكليف اصطلاحاً :
يعني الأحكام التكليفية الشرعية التي من ورائها الملاكات الملزمة في الواقع من المصالح والمفاسد الملزمتين أي الواجبات والمحرّمات ويلحقها بتأمّل وتجوّز المستحبّات والمكروهات والمباحات ، فتنقسم التكاليف حينئذٍ إلى خمسة : الواجب والحرام والمستحبّ والمكروه والمباح.
ثمّ التكليف من المعاني الإضافيّة التي يتوقّف تعقّلها على معانٍ اخرى ، فالتكليف رابط بين المكلِّف اسم فاعل وهو الله سبحانه والمكلَّف اسم مفعول وهو العبد وما كُلّف به من المأمورات به والمنهيات عنه ، كالصلاة المأمور به ، والزنا المنهيّ عنه.
ثمّ المكلّف أي الذي وضع عليه قلم التكليف الشرعي ودخل في خطاب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ) هو العاقل البالغ أي الإنسان الكامل والعقل والبلوغ يعتبران في جميع التكاليف ، فهما من الشرائط العامة في كلّ تكليف من العبادات والمعاملات ، فلا بدّ أن يبحث عنهما ولو إجمالاً.
__________________
(١) مفردات الراغب الأصفهاني : ٤٥٦.