السير التاريخي للاجتهاد وأُصول الفقه
لا يخفى أنّ الإسلام بالمعنى الأعمّ هو دين الله جلّ جلاله من آدم صفوة الله وإلى الخاتم حبيب الله (عليهمالسلام) :
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)(١).
وأنّ التشريع الإلهي هو فيض قدسي ونعمة ربّانية أنزلها عزوجل لإسعاد الإنسان وتكامله ، وجعل صفوة خلقه محطّاً لنزول هذا الفيض المبارك ، ابتدأ بشيخ الأنبياء نوح (عليهالسلام) وختاماً بمحمّد حبيب الله (صلىاللهعليهوآله) ، قال سبحانه :
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)(٢).
__________________
(١) آل عمران : ١٩.
(٢) الشورى : ١٣.