ثمّ الاجتهاد هو الغاية لعلم أُصول الفقه ، الذي هو العلم بالقواعد الممهّدة والتي تقع كبرى لاستنباط الحكم الشرعي ، وبهذا يخرج عن علم أُصول الفقه ، وإلّا يلزم دخول الغاية في المغيّا ، كما أنّه من الموضوعات الخارجيّة فليس بحكم شرعي فلا يكون داخلاً في علم الفقه ، كما إنّه ليس من مباحث أُصول الدين لخروجه عن موضوعه ، فقيل : هو علم مستقلّ من العلوم الإسلاميّة ، إلّا أنّ عند السلف الصالح منهم من يدخله في الأُصول وربما استطراداً كما في كفاية المحقّق الخراساني ، ومنهم من يدخله في الفقه ، وربما بملاحظة أدنى مناسبة في ذلك ، وكذلك الكلام في التقليد ، فتأمّل.
ما ذا تعرف عن الأخباريّة :
لقد ظهرت صولة الأخباريين ، وهم طائفة من الشيعة وعلماؤهم الأعلام في القرن الحادي عشر ، وظهورهم الأوّل كان في نهاية الغيبة الصغرى ، واستفحلوا في القرن الثاني عشر ، وانهزموا في نهايته ، ولم يبقَ منهم إلّا الشاذّ النادر.
وخلاصة معتقداتهم الفقهيّة أنّهم يأخذون بالأخبار مطلقاً حتّى الضعاف في مقام العمل بالأحكام الشرعيّة ، وعندهم من الأُصول المسلّمة وجوب الاحتياط في كلّ شيء ، فما يحتمل وجوبه فهو واجب ، وما يحتمل حرمته فهو حرام ، ويرجعون إلى الكتب الأربعة بما فيها من الضعاف ، ولا يؤمنون بظواهر الكتاب الكريم ، بل يأخذون بالنصوص فقط ، بناءً على أنّه إنّما يعرف القرآن من خوطب به ، وهم أهل البيت (عليهمالسلام) ، كما لا يعتقدون بالأدلّة العقليّة في الأحكام الشرعيّة ، ومن ثمّ