بقوله : وأيضاً لا بدّ من صرف مدّة من العمر في تهذيب الأخلاق لما عرفت من اشتراط القوّة القدسيّة ، ولأنّ العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء سيّما الفقه ، والنور لا يقذف في قلب رديء مع أنّه لو قذف ، فنعوذ بالله من العالم الرديء ، فإنّه شرّ الناس بعد فرعون وشدّاد وفلان وفلان وأنّه من الضالّين عن سبيل الله وقطّاعي الطريق إليه تعالى ، وصرف العمر فيما ذكر من العلوم يمنع عن التهذيب ، بل ربما يورث القساوة كما ورد الحديث في معرفة النحو (من تنحّى سلب منه الخشوع) ، ونشاهد في غيرها مع أنّ تهذيب الأخلاق من أوجب الأشياء كما لا يخفى والله الهادي إلى طريقه ، ولا يحصل الهداية إلّا بالإرشاد وتوفيقه (١).
التخطئة والتصويب في الاجتهاد
القضايا التي يعيشها الإنسان إمّا أن تكون عقلية محكومة بحكم العقل ، أو شرعية في نطاق الشرع المقدّس. والعقل إنّما هو حجّة الله الباطنية لدرك وفهم الواقعيات والأُمور الحقيقية التي لا تتغيّر ، فإنّ حكم العقل غير قابل للتخصيص ، وأمّا الشرعيات وهي مورد البحث فهي اعتبارية مؤطّرة بإطار الحجّة الظاهريّة من
__________________
(١) ملاحظات الفريد على فوائد الوحيد : ٢٢٢ ، هذا وقد ذكرت مجموعة من أخلاق طالب العلم وخصائص القائد الإسلامي والمبلّغ الرسالي في موسوعة رسالات إسلامية ، المجلّد الثالث ، فراجع.