من قبل الأفراد العاديين في الثقافة ، فإن حاول أحد منهم ذلك وحصلت له أية مضاعفات فكرية غير معهودة في دينه أو دنياه ، فلا يلومنّ إلّا نفسه ، وقد برأت الذمة منه. لأنني ذكرت ذلك الآن بوضوح ، وأقمت الدلالة عليه.
فإنني ، وإن حاولت الإيضاح والتبسيط في البيان ، إلّا أنه بقي الغموض النسبي موجودا بلا إشكال ، لوضوح أن التبسيط الزائد المتوقع ، يقتضي التضحية بالمعاني الدقيقة واللطيفة ، وإنما تقوم بذلك : اللغة الاصطلاحية المتفق على دقتها وصحتها ، وليست هي لغة الجرائد كما يعبرون.
ـ ٣ ـ
هذا ، وقد يفهم القارئ اللبيب المتأمل ، أن في بيان الأمور المعروضة في هذا الكتاب بعض الفجوات ، وهي متعمدة بمعنى وآخر ، لعدم إمكان الاستيعاب التام وكونه تطويلا بلا طائل.
فحسب هذا الكتاب ، كما في العديد من كتبي السابقة ، أنها تفتح عين القارئ المتشرع على مجالات جديدة وعلى طرق من الفهم عديدة. وتجعل الطريق ـ بعد ذلك ـ قابلا للسير فيه لمن يرغب بذلك. ويبقى الأمر قابلا للتفلسف والزيادة ممن أوتي إلى ذلك سبيلا.
وإنني لا أعتقد لنفسي الكمال ولا لعقلي الجلال ، بل كلّه قيد الضعف والنقصان ، لو لا منّة المنّان ورحمة الرحمن وفيض الديان. وفي الحكمة : إن الله تعالى ينصر دينه على يد من لا خلاق له من خلقه.
ـ ٤ ـ
والأسئلة المعروضة في هذا الكتاب ، إنما هي بالمباشرة والدلالة المطابقية ، تعتبر ضد القرآن الكريم ، وتحتاج إلى ذهن صاف وبيان كاف لرفعها ودفعها. ويجب على القارئ الكريم أن يواكب النّص ، وأن يعطي وقته