أولا : لأجل النسق القرآني ، لنهايات الآيات ، لوضوح أنه بدونه لا يستقيم.
ثانيا : وصف النار بذلك وصفا توضيحيا ، لأجل زيادة الإهانة والتنقيص لأبي لهب.
ثالثا : إن اللهب وإن كان ملازما مع النار العرفية ، كبرت أو صغرت. ومن هنا يغني ذكر أحدهما عن ذكر الآخر. كما هو المفروض في هذا السؤال.
إلّا أن الواقع أن النار أعم من ذلك وأوسع مفهوما. فهي تعني الحرارة العالية أيا كان مصدرها. وجهنم مصداق مهم من ذلك.
وقد ورد (١) أن في كل درك من دركات جهنم ثلاثين ألف من أنواع العذاب. وورد (٢) : أن أشد الناس عذابا في جهنم سبعة : خمسة قبل الإسلام ، واثنان بعده في توابيت مقفلة. فالمهم الآن أنه لا يمكن أن يكون اللهب موجودا في هذه التوابيت.
إذن ، فالنار ذات اللهب ، حصة من جهنم ، أو بعض منها. وهي التي يصلاها هذا المشرك ، وقد ورد وصفها في آية أخرى (٣) : (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ). إذن فاللهب والشرر ، قد يكون ضخما جدا ، كالقصر أو كالجمل (٤) : (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ). مع انفجارات تقتضي رمي مثل هذا الحجم الضخم من النار إلى مسافة بعيدة.
سؤال : إن «حمّالة» صيغة مبالغة ، وليست اسم فاعل. فلما ذا أعرض عن ذكر اسم الفاعل وقال : حمالة الحطب؟
جوابه : أما من الناحية الكبروية أو الصغروية.
__________________
(١) انظر نحوه في : تفسير علي بن إبراهيم ج ١ ص ٣٧٦ ...
(٢) انظر نحوه في الخصال ص ٣٩٨ ...
(٣) المرسلات / ٣٢.
(٤) المرسلات / ٣٣.