فإن قلت : إن هذه العبارة مربوطة بالاستغفار فقط ، دون ما قبله.
قلت : ١ ـ نعم ، لا بأس بذلك.
٢ ـ يمكن أن يكون ما قبله كله نحوا من الاستغفار ومصداقا له وهو التسبيح بالحمد. فيكون التواب مربوطا بالجميع.
الوجوه الإعرابية للسورة :
قال أبو البقاء العكبري (١) : قوله تعالى : (يَدْخُلُونَ) حال من الناس و «أفواجا» حال من الفاعل في يدخلون.
أقول : يكون المعنى : ورأيت الناس حال كونهم يدخلون حال كونهم أفواجا.
ونعرض فيما يلي أطروحة في إعراب «يدخلون». بعد الالتفات إلى أن رأى تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر. فلو حذفت «رأيت» كان الناس مبتدأ ويدخلون خبره. فلما ذا لا تعرب الآن على أنها في محل نصب ، مفعولا ثانيا؟
إن قلت : هذا مختص برأى القلبية لا الحسية. فإنها تنصب مفعولا واحدا ، فتعيين الجملة في كونها حالا.
قلت : نعم ، هذا الإشكال وارد إذا كان المراد بالدخول : الدخول (الحسي) ولكن من خطل القول اعتبار دخولهم في دين الله دخولا ماديا أو حسيا. وإن كانت رؤيتهم كذلك ، فتكون هذه صغرى للدخول المعنوي. وتكون «رأيت» صغرى للرؤية القلبية. ومن ثم يتعين أن تنصب مفعولين. فتكون جملة «يدخلون» مفعولها الثاني.
أما الكبرى ، وهو الحديث عما ذكره النحويون من أن رأى القلبية تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر. ورأى الحسية تنصب مفعولا واحدا. وإذا كان بعده منصوب. تعين كونه حالا ، وإن كان في الأصل خبرا. فهذه الكبرى قابلة للمناقشة ضمن أمور :
__________________
(١) ج ٢ ص ١٥٩ ...