باب واسع يمكن على أساسه صياغة كثير من الأطروحات لكثير من المشاكل التي قد تثار في عدد من المواضع أو المواضيع. وينسد الاعتراض عليها بأن فيها اعترافا بنقص القرآن العظيم.
ـ ٧ ـ
هذا ، وسيجد القارئ بعض ما يمكن أن نسميه بالأطروحات الشاذة أو الآراء النادرة. مع محاولة التأكيد عليها والتركيز فيها.
فقد يحصل الاستغراب من ذلك. وخاصة بعد أن التفتنا إلى أن أمثال هذه الأسئلة والبيانات ، تحتاج إلى أطروحات واضحة وأجوبة مقنعة.
والواقع أن هذه الأطروحات الشاذة ، لم أطرحها وحدها كجواب كاف ، بل طرحت معها دائما أطروحات كافية في الجواب ، بحيث لا تبقى في الذهن شبهة أو إشكال ، ولكن مع ذلك قلت : إن هذه الأطروحة الشاذة أو تلك ، هي كافية أيضا للجواب لمن يقتنع بها أو يستند إليها.
والفائدة الرئيسية التي توخيناها من وراء عرض مثل هذه الأطروحات ، هي فتح عين القارئ اللبيب ، وإلفاته إلى إمكان تجاوز الفكر التقليدي أو المتعارف في كثير من أبواب المعرفة ، لا في جميعها بطبيعة الحال ، بل في تلك النظريات المشهورة التي تعصّب لها الناس وأخذ بها المفكرون بدون أن تكون ذات دليل متين أو ركن ركين. وأن كثيرا من العلوم المتداولة ، تحتوي على شيء من ذلك ، وخاصة في مجال القواعدة العربية ، كالنحو والصرف وعلوم البلاغة.
فإن أمثال هذه العلوم مشحونة بالنظريات التي احترمها أصحابها وأخذوها وكأنها مسلّمة الصحة ، وبنوا عليها نتائج عديدة. في حين يبدو للمتأمل زيفها وبطلانها مع شيء من التدقيق. ويكفي من أطروحاتنا هذه أن تكون صالحة لإسقاط الاستدلال بأمثال تلك النظريات والأفكار.
وعلى أي حال ، فهذه الأطروحات ، بصفتها مخالفة للمشهور العظيم