بعضه ليس كذلك ، كذكر الحيوانات : البقرة والفيل ، أو ذكر الكافرين والمنافقين ، أو باسم غير موجود لفظه في السورة كالأنبياء والممتحنة. وغير ذلك ، إلّا أنه لا سبيل اليوم إلى إحداث بعض التغيير.
ومن هنا أمكننا أن نعرض لأسماء السور عدة أطروحات لا تحتوي على ذلك التغيير الكثير :
الأطروحة الأولى : الاسم المشهور أو المتعارف في المصاحف المتداولة.
الأطروحة الثانية : إنه قد يوجد أحيانا اسم آخر غير مشهور أو أكثر من اسم ، قد أطلقته عليه بعض المصادر. فنسجله في هذه الأطروحة.
الأطروحة الثالثة : أن نسير على غرار أسلوب السيد الشريف الرضي قدسسره في تسمية السور في كتابه : مجازات القرآن. حيث كان يقول : السورة التي ذكرت فيها البقرة والسورة التي ذكرت فيها النساء.
وبالرغم من أن كتابه كله لم يصل إلينا ، وإنما وصلنا جزء بسيط منه ، قد لا يتعدى السور الأربع الأولى من القرآن الكريم. ومن ثم لا نعلم ما الذي فعله في جميع السور. إلّا أنه على أي حال ، فتح لنا بابا واسعا من هذه الجهة ، وأسّس لنا قاعدة يمكن العمل عليها في أغلب السور.
الأطروحة الرابعة : أن نسمي السورة باللفظ الوارد في أولها كما يسير عليه العرف الاجتماعي في بعض السور. ك (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). و (إِنَّا أَنْزَلْناهُ). و (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ). وغيرها.
الأطروحة الخامسة : أن نترك تسمية السور ، ونستعيض عنه برقمها من المصحف. كما يقترح البعض. من حيث إنه متكون من ١١٤ سورة ، فلكل سورة رقم معين ، يصلح أن يكون عنوانا لها. وهو نحو من الفكر التجريدي الرياضي تجاه القرآن الكريم. من حيث الميل إلى ترقيم آياته وأجزائه وأحزابه وسوره وكلماته وحروفه وغير ذلك.
وعلى أي حال ، فبهذا النحو ، لا تتساوى السور في الأطروحات. بل قد تزيد فيها وقد تنقص ، حسب ما هو متوفر في كل منها.