الخلود بالمال باطل وضلال رديء جدا. وإنما أبدله المال بدل المعيشة المرفهة بالمعيشة الضنكة في جهنم. فليس ماله بمنجيه. كلا.
فإن قرأنا : لينبذن بالفتح أي للمفرد ، فضمير المفعول يعود على الهمزة واللمزة الذي جمع مالا. ولا إشكال لأن السياق كله سيكون إفراديا.
وإنما الإشكال إذا قرئ بالضم. فيحصل هنا سؤال ، كما يلي :
سؤال : من المقصود بالجمع في قوله : لينبذنّ؟
قال العكبري (١) : هو وماله ويجوز أن يكون المعنى هو وأمواله لأنها مختلفة. وربما قيل هو وماله وأهله. في كل ذلك جهة صحة.
وإنما الأمر كما سبق من حيث إن الهمزة واللمزة لا يراد بها واحد بعينه بل يراد بها اسم الجنس وهو بمنزلة الجمع ، لأنه كلي ينطبق على كثيرين ، فيمكن أن يعود الضمير عليه جمعا. وهذه الفكرة تنطبق على القراءتين : بالضم وبالفتح.
لأننا إن راعينا اللفظ ناسب الفتح ، وإن راعينا المعنى ناسب الضم.
مضافا إلى وجه آخر للجميع ، وحاصله ملاحظة «كل» الواردة في أول السورة. ويل لكل همزة لمزة. وهي تمثل جماعة من الناس لا محالة ، فناسب إرجاع الضمير إليها جمعا. إلّا أنه لا يتعين ذلك ويمكن لحاظ مدخولها مستقلا.
سؤال : لما ذا سميت جهنم بالحطمة؟
جوابه : من وجهين :
الأول : إنه من الحطم وهو كسر الشيء مثل الهشم. فهي مبالغة في التكسير. وجهنم تزيد قاطنيها تحطيما وتكسيرا.
الثاني : من الأكل. يقال : حطّمه أي أكله بأسنانه حين المضغ والحطمة الآكلة. بل الشديدة الأكل لسكانها ، كأنهم يطبخون فيها.
__________________
(١) الإملاء ج ٢ ، ص ١٥٨.