ومرادي : أن أسباب النزول ونحوها ، لن تصلح في كتابنا هذا إلّا كأطروحة من عدة أطروحات ، يمكن أن تشكل جوابا على السؤال الرئيسي في أي مورد. وإما أن تكون هي الجواب الرئيسي أو أن تكون سببا لاختلاف ظهور القرآن ، فلا ، ما لم تقم عليها بنفسها حجة شرعية كافية.
ـ ١٣ ـ
لا شك أننا في المصحف نقرأ القراءة المشهورة للقرآن الكريم ، وهي قراءة حفص عن عاصم. ومن الواضح عند المسلمين أنها ليست القراءة الوحيدة ، أو التي يمكننا أن نعدّها هي الوحي المنزل نفسه. بل القراءات أكثر من ذلك بكثير. وقد أجاز مشهور علمائنا القراءة على طبق القراءات السبع بل العشر ، بل كل قراءة مشهورة في زمن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم.
إلّا أن نقطة الضعف المهمة في هذا الصدد ، هو أننا لا نستطيع أن نقيم دليلا معتبرا على انتساب القراءة إلى صاحبها في الأغلب ، فضلا عن انتسابها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
غير أن تعدد القراءات قد تشكل نقطة قوة في بحثنا هذا ، من حيث إن جملة منها تستلزم تغير المعنى. الأمر الذي ينتج اختلاف السياق القرآني ، أو حلّ مشكلة فعلية ناتجة عن قراءة أخرى أو عن القراءة المشهورة ، وهكذا.
غير أن هذه الحلول إنما تصلح كواحدة من أطروحات عديدة ، ومن الصعب أن تكون هي الأطروحة الأهم ، على أي حال ، باعتبار ضعف إسناد أكثرها كما أشرنا.
مضافا إلى نقطة أخرى يقل الالتفات إليها عادة ، وهي أن من استقرأ القراءات وطالع وجوهها واختلافاتها ، سيجد بوضوح أن الأعم والأغلب من القراء كانوا يقرءون القرآن بآرائهم ، حسب ما يخطر لهم من التطبيقات