الحسية. كانكسار الخشبة في الماء. فيراد بالإحساس في الآية : الإحساس غير القابل للغلط.
قال العكبري (١) : لترون مثل : لتبلون. وقد ذكر. ويقرأ بضم التاء على ما لم يسم فاعله. وهو من رؤية العين بنقل الهمزة. فتعدى إلى اثنين (أحدهما : نائب الفاعل. والثاني : الجحيم). ولا يجوز همز الواو (لترؤن). لأن ضمها غير لازم. وقد همزها قوم كما همزوا واو اشتروا الضلالة (اشترءوا الضلالة) وقد ذكر.
أقول : وقوله : لأن ضمها غير لازم ، يعني ما دام ضمها غير لازم فهمزها غير لازم. فإمكان الهمزة منوط بالضم. وأما مع الفتح فيكون الهمز متعذرا. وعلى أي حال فتكون القراءات ثلاثا : بضم التاء مع الهمز وبدونه ، وبفتحها. والضم على كلا التقديرين شاذ غير مروي عن المعصومين عليهمالسلام ، فيسقط عن الاعتبار.
ولكن إذا أصبح رأى مهموزا ، أصبح رباعيا (أو مزيدا فيه) فصار متعديا إلى مفعولين. تقول : أرى فلان فلانا النجوم. ومنه لترون بالضم. ولو لم يكن رأى مهموزا تعدى إلى مفعولين ، مع قصد الرؤية القلبية لا بدونها على المشهور. كما سبق أن ناقشناه.
وقوله : وهو من رؤية العين بنقل الهمزة ، يحتمل فيه أمران :
الأول : معناه : روي بالهمزة. فالمراد من النقل الرواية.
الثاني : إنه نقل من الثلاثي إلى الرباعي بزيادة الهمزة ، فأصبح مدخوله مفعولين.
ولكن إذا كان هذا مقصوده ، فهو على خلاف سياق كلامه ، لأنه قال بعد ذلك : لأن ضمها غير لازم. بمعنى أنها إذا قرئت بفتح التاء فهمز الواو غير معقول. وأضاف : وقد همزها قوم. وسياق كلامه لا يناسب ذلك.
__________________
(١) ج ٢ ، ص ١٥٨.