وإنما نعرف منها قليلا مما يمكن استفادته من الكتاب والسنّة ، مما يفيد إيجاد النسبة بين بعض الأعمال وبعض.
فمن ذلك قوله تعالى (١) : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ). وقوله سبحانه (٢) : (اصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
ونحوه ما ورد عن الصلاة (٣) ، أنها بمنزلة النهر قرب باب داره إذا اغتسل بالنهر خمس مرات ، هل يبقى في جسمه من درن. وغيرها.
سؤال : ما هي الحسنات المنجية؟
جوابه : هناك عدة أطروحات لذلك ، وهي غير متنافية بل يمكن صدقها جميعا ، بل لعله المتعين :
الأولى : إن الحسنات لا تكون منجية إلّا بالولاية. وأما مع عدمها فوجودها كعدمها.
الثانية : إن المدار هو العلم والجهل. فحسنات العالم حسنات. وأما حسنات الجاهل ، فليست حسنات ، لأنه لا يعلم أنها حسنات فهي متدنية إلى درجة كبيرة.
الثالثة : أن يكون الفرق بينهما في وجود قصد القربة وعدمه. فمع وجوده في الحسنات ، فهي تثقل الميزان. وأما إذا لم تكن حسناته قربة إلى الله ، كما هو الأعم الأغلب ، فهي لا تثقل الميزان.
الرابعة : إن المدار هو المقصور والتقصير ، فإن كان الفرد مقصرا رجحت سيئاته على حسناته. وإن كان قاصرا رجحت حسناته على سيئاته. ومنه
__________________
(١) هود / ١١٤.
(٢) النحل / ١٢٧ ـ ١٢٨.
(٣) انظر من لا يحضره الفقيه ، ج ١ ، حديث ٦٤٠.