قلت : إن المجموع كمجموع هو مفهوم انتزاعي ذهني لا معنى لتحمله المسئولية والتكليف. بل إن المكلف حقيقة هو الفرد. فيكون الخطاب انحلاليا إلى كل فرد. فيصح استعمال المفرد في خطابه.
سؤال : ما المراد بما في قوله تعالى : ما أدراك؟
جوابه : إن فيها احتمالات عديدة : التعجبية والاستفهامية والنافية. وعلى كل تقدير ، يمكن أن تكون مستعملة حقيقة أو مجازا. بناء على ما قلناه من إمكان استعمال الحرف مجازا. وبضرب تلك الثلاثة في هذين الاثنين تكون الاحتمالات ستة.
وعلى ذلك فالاحتمالات الرئيسية كما يلي :
أولا : التعجب. وهو أردأ الاحتمالات ، لأن التعجب سيكون من الإدراك لا من النار الحامية. كما هو مقتضى السياق. وعلى تقدير تسليمه ، فيكون المراد وجود الإدراك لا نفيه. ويكون التعجب من وجوده.
ثانيا : النفي أو الاستفهام وعلى كلا التقديرين : إما أن يراد به التهويل أو التحقيق.
فإذا كان المراد به التهويل ، فقد ذكر الإدراك هنا بصفته طريقيا (لأجل التوصل إلى التهويل). فتقل أهمية الاستفهام أو النفي ، لأنه سؤال عن شيء غير مهم ، وإنما المهم هو مركز التهويل وهو النار الحامية.
وإن كان المراد به التحقيق ، يعني الاستفهام الحقيقي أو النفي الحقيقي ، فهو احتمال ضعيف بطبيعة الحال ، وإن كان يمكن عرضه كأطروحة ضعيفة.
ثالثا : أن يكون نفيا حقيقيا ، طرفه الأفراد الاعتياديون ، أي أنك في الدنيا لا تعلم ما في الآخرة.
أو أنه نفي حقيقي طرفه النبي صلىاللهعليهوآله. ولكن هذا غير مناسب معه صلىاللهعليهوآله لأنه مدينة العلم ، فتتعذر الدلالة المطابقية