النَّاسِ). بدون وجود الواو بينها. فلو وجد الواو اختل السياق اللفظي بكل تأكيد. ولعل أوضح منه اختلال السياق لو وجد الواو ، في البسملة وهكذا.
بينما نجد أمورا أخرى غير مخلة بالسياق لو تبدلت. ومن أمثلة ذلك ما لو تبدل الفاء بالواو في قوله تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً). فإن الجمال اللفظي يبقى مستمرا بحسب ما ندرك من الذوق اللغوي العرفي. وهكذا.
وعلى أي حال ، فكلا الشكلين من السياق : اللفظي والمعنوي ، يمكن استعماله في أبحاثنا هذه ، وجعله قرينة على مختلف الأمور ، إلّا أن السياق اللفظي فيها أهم وألزم. كما كان السياق المعنوي في تلك العلوم ، أعني الفقه والأصول ، أهم وألزم.
ـ ١٨ ـ
ولا ينبغي لنا بهذا الصدد ، أن نهمل الحديث عن المصادر ، التي يمكن للقارئ الاعتماد عليها لو أراد التدقيق والتوسع أو الإضافات حول بحثنا هذا.
فإنه على العموم نجد التفاسير العامة للقرآن مفيدة في هذا الصدد أكيدا ، أيا كان مذهبها ومهما كان اتجاهها. وهي فيما أعلم على ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الأول : التفسير الباطني للقرآن الكريم. وهي صادرة عادة أو غالبا من مشايخ الصوفية كابن عربي وغيره.
الاتجاه الثاني : التفسير بالحديث ، بمعنى تورع المؤلف عن إبداء رأيه. والاقتصار في التفسير على سرد السنة الشريفة المختصة بإيضاح هذه الآية أو تلك ، كتفسير البرهان للبحراني.
الاتجاه الثالث : التفسير بالرأي المعتبر ، أو محاولة الفهم من ظواهر