قلت : جوابه من عدة وجوه :
١ ـ إننا ذكرنا ذلك كأطروحة. ولكن هنا يمكن أن نخرج عن الإشكال ، بأن نختار إحدى الأطروحتين في أحد اللفظين. ونختار الأخرى في الآخر. لأجل أن لا يلزم التكرار.
٢ ـ إنه مع التنزل فإن المفهوم التصوري حين يقيد بمفهوم تصوري آخر ، يكون المجموع مفهوما تصوريا واحدا ، فإذا اختلفت الإضافة اختلف المفهوم. كقولنا : سرج الفرس وسرج زيد.
٣ ـ لا بأس أن يكون كلا اللفظين بمعنى واحد. وتكون القيمومة للكتب المطهرة وللدين معا. لأن محصلهما الحقيقي واحد.
ثانيا : من الأمور التي نلاحظها في الآية : أن النسق محفوظ في الهاء. والضمير في ربه جعل في نسق التاء المدورة ، كالبينة والقيمة. وهذا واضح في لزوم تسكين نهايات الآيات ليصح النسق ويتحقق.
وهذا يدعم الأخبار الواردة الدالة على الاستحباب الشرعي للوقوف في نهايات الآيات والنهي عن الدرج فيها. ومن هنا نستطيع أن نفهم من هذه السورة نحوا من الأمر والطلب للوقوف في نهايات الآيات ليكون النسق واحدا. ولعل الأرجح فعلا ، أنها نزلت بالسكون.
ثالثا : إن عددا من الآيات مضموم : كالبينة وربه وعدد منها مكسور وهي : خير البرية وشر البرية. فلو قرأت بالحركات الإعرابية لانتفى التناسق. فلا بد من قراءتها بالسكون.
سؤال : حول قوله خالدين فيها أولئك هم شر البرية. فقد يستشكل من ناحية كلامية في الخلود. أما من ناحية أن الخلود في النار لكل أحد غير جائز. وأما الخلود لكل هؤلاء (أي الكفار) ، غير جائز لأن فيهم قاصرا ومعذورا ونحو ذلك.
جوابه : أنه يقع الكلام في ذلك في جهتين.