الحسنى وأكبرها وأهمها. كما قال في الدعاء : اللهم إني أسألك بأوسع أسمائك وأكبرها يا الله يا رحمن.
سؤال : لما ذا تبدأ سور القرآن الكريم بالبسملة؟
جوابه : ما ورد في فضل البسملة (١) من : إن كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله فهو أبتر. ونستنتج منه : إن البسملة تنتج عدة آثار معنوية :
منها : إنها توجب تكامل النتيجة وصفائها وخلوصها.
ومنها : إنها تنفي عنها النقص والمحدودية والظلمانية. فمثلا : عند الأكل تنفي بالبسملة أضرار الطعام المادية والروحية. وكذلك عند الابتداء بالسور ، بل الابتداء بكل عمل. فإن كل عمل ينبغي أن يتكامل ويندفع سوؤه ببسم الله الرحمن الرحيم.
والمفروض أن الإنسان ينبغي أن يكون في ذكر دائم لله تعالى. والله تعالى علم أننا نعجز عن ذلك ، ولأجله طرحت الشريعة المقدسة أمرا يعوض عن ذلك ، وهو استحباب الذكر في أول العمل وفي آخره. أما الذكر في أوله فبالبسملة ، وأما الذكر في آخره فبالحمد. وورد (٢). اللهم صلّ على محمد وآل محمد واختم لي بخير. فإذا كان العمل بادئا بالذكر ومنتهيا به فيكون بينهما الفرد بمنزلة الذاكر.
سؤال : ما هو مضمون البسملة ومدلولها؟
جوابه : نحن لا نستطيع أن نحيط بالبسملة علما. لأن علومها أوسع وأعمق من أن ننالها بعقولنا القاصرة ، وإنما نلم بها إلماما.
والشاهد على عظمة البسملة ، ما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام (٣) : إن علوم الكون كلها في القرآن وعلوم القرآن في السبع المثاني وعلوم السبع
__________________
(١) البحار ج ٧٦ ، ص ٣٠٥.
(٢) انظر دعاء أبي حمزة الثمالي في مفاتيح الجنان ، ص ١٨٦.
(٣) انظر نحوه في : الأربعون حديثا للشيخ إبراهيم الخوئي ، ص ٢٣١.