سؤال : عن معنى السفع وعن معنى النّاصية؟
قال الراغب (١) : السفع الأخذ بسفعة الفرس أي سواد ناصيته. قال تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ). وباعتبار السواد قيل للأثافي سفع. وبه سفعة غضب اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتد به الغضب. وقيل للصقر : أسفع ، لما به من لمع السواد. وامرأة سفعاء اللون (أي سمراء أو شديدة السمرة).
وقال أيضا (٢) : النّاصية قصاص الشعر ، ونصوت فلانا وانتصيته وناصيته أخذت بناصيته وقوله تعالى : (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها). أي متمكن منها. قال تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ. ناصِيَةٍ). وحديث عائشة : ما لكم تنصون ميتكم. أي تحدون ناصيته. وفلان ناصية قومه كقولهم : رأسهم وعينهم. وانتصى السفر : طال.
أقول : فلا يراد به في الآية الكريمة قصاص الشعر بالذات أو الشعر بالضبط. بل المراد به ـ مجازا ـ إما الجبهة ، وإما الوجه كله ، وإما الرأس كله ، وإما الإنسان كله.
والسفع هو إيجاد السواد ـ كما عرفنا ـ فيكون معنى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) في عدة أطروحات :
أولا : سواد الشعر النازل على ناصيته أو من ناصيته. وهذا غير محتمل. لسياق الغضب والعقوبة ، وهذا ليس منها.
ثانيا : التهديد بالبلاء الدنيوي من فقر أو مرض أو أية شدة ، فيضعف الجسد ويسود لونه. وهذا يلازم لسواد الوجه عادة.
ثالثا : أن يسود وجهه من الضرب الشديد. أما في الدنيا أو القبر أو في عالم آخر. فهو سفع.
__________________
(١) المفردات مادة : «سفع».
(٢) المصدر مادة : «نصا».