يكون هو الخالق لها بالإبداع ، فقال لها : كن ، فيكون.
والثاني : وجود الجوهر ، وهو عبارة عن وجوده في نفسه وبغيره ، يعني كما ذكرناه أنّه مخلوق ومعلول لغيره ولأجل ذلك يقول أهل المنطق العالي في تعريف وجود الجوهر : إنّه ما يوجد في نفسه لنفسه بغيره.
والثالث : عبارة عن وجود العرض ، ولا شكّ أنّه وجود في نفسه ولغيره ، بمعنى أنّه غير قائم بذاته في الوجود الخارجي ، بل في الوجود العيني الخارجي متقوّم بالموضوع الذي في ظرف تحقّقه في الخارج يتحقّق العرض في ضمنه ويكون من أوصافه وصفته.
وذلك من جهة أنّ وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، فمن المستحيل تحقّق العرض بلا تحقّق موضوع موجود في موطن الخارج والعين ، ولأجل ذلك يقول أصحاب الفلسفة : إنّ العرض ما يوجد في نفسه لغيره ، ومثل هذا الوجود موسوم بالوجود الرابطي عند اصطلاح أهل الفلسفة.
الرابع : الوجود الرابط في قبال الوجود الرابطي ، وهو عبارة عن الوجود الغير المستقلّ ، بمعنى أنّه وجود لا في نفسه ، وذلك من جهة أنّ حقيقة الربط والنسبة لا توجد في الخارج إلّا بتبع وجود المنتسبين من دون كيان له في نفسه ومن دون استقلال له أصلا وأبدا ، فهو بذاته متقوّم بالطرفين لا في وجوده ، وهذا بخلاف العرض فإنّ ذاته غير متقوّم من حيث المفهوم بموضوعه ، بل لزوم القيام به ذاتي لوجوده وتحقّقه في الخارج.
وقد انتهى كلامنا إلى بيان القول الرابع الذي ذهب إليه في المعنى الحرفي بعض مشايخنا المحقّقين قدسسره بأنّ للحروف مفهوم مسلّم في قبال من أنكر مفهوم المعاني الحرفيّة.
وقد تقدّم حاصل ما أفاده على مدّعاه في المقام ، وهو عبارة عن أنّ الوجود