المسلك المختار في المعنى الحرفي
وكيف كان ، فهنا لا بدّ لنا في المقام من تمهيد مقدّمة حتّى يتّضح لك الحال في كيفية المعنى الحرفي على وجه التفصيل ، حتّى لا يبقى للإجمال في ذلك الميدان شيء من المجال ، وعلى الله الاتّكال.
فنقول : بعد ما عرفت المباينة بين معاني الحروف والأسماء من حيث الحقيقة والذات ، فلا يذهب عليك أنّ الحروف على نوعين :
الأوّل : ما يرد على الجمل المركّبة الناقصة والمعاني الإفرادية ، نظير كلمة (من) و (إلى) و (على) وأمثالها.
والثاني : ما يدخل على الجمل المركّبة التامّة ومدلول الجملة ، كحروف النداء والتشبيه والتمنّي والترجّي ، وغير ذلك من الحروف المختلفة الكثيرة بما لها من المعاني.
فاعلم أنّ القسم الأوّل موضوع لتضييق المفاهيم الاسمية في وعاء المفهوم والمعنى وتقييدها بقيود خارجة عن ذاتها وحقيقتها ، من دون أن يكون لها نظر إلى النسب والروابط الخارجية ، ومن دون أن يكون لها نظر إلى النسبيّة الإضافية ، إذ التخصيص والتضييق إنّما هو متحقّق في ذات المعنى ونفسه من حيث هو ، بلا فرق بين ما كان موجودا في الخارج أم لم يكن.
بيان ذلك : أنّ المفاهيم الاسمية ـ في كلّيتها وجزئيّتها وعمومها وخصوصها وإطلاقها وتقييدها ، وما لها من الإضافات والملابسات والحالات من القيام