العمل ، إذ المكلّف الملتفت إلى ثبوت الأحكام في الدين والشريعة لا ينفكّ وجدانا عن احتمال العذاب والعقاب ، فلا جرم يأمره العقل بلزوم تحصيل الأمن والمؤمّن من ذلك العقاب المنجّز.
فبما أنّ طريقه منحصر بالبحث عن المسائل الاصوليّة المهمّة التي يكون الرجوع إليها هو المناص ، فإذن إنّ حلّ المشكل يوجب علينا الاهتمام بها بما تقدّم من حكم العقل ، وتلك المهمّات لها مدارك مشكلة ليس لكلّ أحد التمكّن من الاطّلاع عليها ، فيكون ذلك وظيفة المجتهدين دون غيرهم ، فلا بدّ لهم من البحث في تعيينها وتنقيح موارد جريانها عند العمل بالوظيفة من ناحيتها لنفس المجتهد وغيره من المقلّدين الذين يريدون تحصيل الأمن في ذلك المقام.