غريب منه وعجيب.
وذلك لأنّ الفعل الماضي أو غيره لا يقع مبتدأ إذا استعمل في معناه الموضوع له واريد منه ذلك لا مطلقا حتّى إذا لم يستعمل فيه ولم يرد معناه ، وحيث إنّ ما نحن فيه لم يرد معناه بل اريد به لفظه لا بما له من المعنى ، فلا مانع من وقوعه مبتدأ ، ولا يخرج بذلك عن كونه فعلا ماضيا ، غاية ما في الباب أنّه لم يستعمل في معناه ، وهذا لا يوجب خروجه عن ذلك.
وهذا نظير قولنا : ضرب وضع في لغة العرب للدلالة على وقوع الضرب في الماضي. فهل يتوهّم أحد أنّه لا يستعمل نفسه لأنّه مبتدأ ؟ هذا.