الأمر السابع
أقسام الدلالة
وقد انتهى كلامنا إلى بيان أقسام الدلالة ، ومن البديهي أنّ الإنسان بعد نعمة الخلقة والوجود ـ من ناحية الله جلّ جلاله ـ مكرّم بكرامة البيان على سائر خلق الله تعالى.
ولأجل ذلك عظّم الله تعالى قدره وبيّن فضله في الآية الشريفة حيث قال : (خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ الْبَيانَ)(١) ، لما في ذلك من الحكمة لتمشية النظام في الوصول إلى السعادة في مقام الإفهام والتفهيم عند اقتضاء الحاجة إلى البيان في إبراز المقاصد في تنظيم الحياة الأكمل والأحسن بالنسبة إلى الأمور المادّية والمعنوية الدخيلة في كيان المجتمع ، لأنّ مدنيّة الإنسان في طبعه تقتضي احتياجه المبرم إلى البيان في سبيل إبراز مقاصده المتعلّقة بالمادّيات والمعنويات في وعاء الخارج بأسهل طريق من الكلام ، من دون أن يبتلى باختلال النظام في المعيشة والحياة ، ولأجل هذه الحكمة الله تعالى أقدره على إبراز حوائجه بالتكلّم
__________________
(١) الرحمن : ٣ ـ ٤.