الوضع النوعي والشخصي
وقد انتهى كلامنا إلى بيان الوضع النوعي والشخصي.
فاعلم أنّ الوضع يكون على قسمين :
الأوّل : الوضع الشخصي ، وذلك مثل وضع موادّ الألفاظ بهيئاتها المفردة لمعانيها المفردة ، مثل : كلمة (زيد) المركّبة من حرف (زاء وياء ودال) ، ومثل كلمة (إنسان) المركّبة من كلمة (ألف ونون وسين وألف ونون) التي يتحصّل من تركيبها بالترتيب هيئة الإنسان ، وهيئة كلمة زيد.
فالواضع يتعهّد أن يجعل هذه الكلمة ـ أعني كلمة (زيد) وكلمة (إنسان) ـ لذينك المعنيين من زيد والإنسان بما لهما من المعنى المخصوص ، من غير فرق بين علم الشخص أو علم الجنس ، ولكن بعنوان طبيعي هذه المادّة من غير تقييد بزمان خاصّ ومكان وحالة خاصّة ، بل من غير تقيّد بوقوعها حين الوضع في تلفّظ الواضع ، لأنّ تكلّم الواضع بها كان لمجرّد إعلان وضع طبيعي المادّة للمسمّى والموضوع له ، بلا فرق بين الأعلام الشخصية وأسماء الأجناس ، وإنّما الواضع وضع لفظ (ض ، ر ، ب) بهيئة (ضرب) لمن صدر منه الضرب بالعنوان الكلّي ، بحيث إنّ الواضع يكون كالغير بالنسبة إلى تلك المادّة والهيئة من ذلك اللفظ.
فكلمة (زيد) و (إنسان) و (بكر) و (خالد) إذا كانت مقيّدة بما تلفّظ بها الواضع حين الوضع ، أي كونها متقيّدة بوقوعها في كلام الواضع فبالتكلّم