بالأخصّ في خصوص مثل الصلاة والصوم والحجّ وأمثال ذلك من الفروع التي كانت مورد ابتلاء عامّة المسلمين في كلّ سنة وشهر مرّات عديدة ، أو في يوم واحد كالصلاة اليومية التي تكون أكثر استعمالا من غيرها بالنسبة إلى بقيّة ألفاظ العبادات ، من دون أن يكون لطروء شكّ فيه مجال لأهل الفضل والكمال.
نعم يمكن التأمّل والتشكيك في إثباته في خصوص لسان النبيّ صلىاللهعليهوآله لعدم العلم بأنّ الكثرة من الاستعمال في لسانه بتلك المثابة على حدّ حصول التعيّن من الوضع ، كما أشار إلى ذلك الإشكال المحقّق صاحب الكفاية قدسسره عند الأمر بالتأمّل (١).
فإذا عرفت ما تلونا عليك تعرف أنّ الروايات التي وردت عنهم عليهمالسلام واشتملت على هذه الألفاظ واضحة المفاد ، وأنّها تكون معلومة المراد في انسباق هذه المعاني منها عند الاستعمال بلا وجود أيّ قرينة في المقام ، لأجل ثبوت الحقيقة المتشرعيّة في عصرهم عليهمالسلام على ذلك الفرض ، ومع هذا الفرض فتكون الثمرة التي كنّا نطلبها سالبة من الأصل والأساس من هذا البحث باعتبار أنّ الروايات التي وصلت إلينا عن المعصومين عليهمالسلام المشتملة على هذه الألفاظ كان المراد منها معلوما بلا شكّ وارتياب. فإذن لا تبقى ثمرة لهذا البحث في المقام ، بل لنا أن نقول : إنّه لا داعي لهذا البحث بعد ذلك إلّا تضييع جهود وأوقات الطلاب.
فنصيبنا من حيث النتيجة من هذا البحث المفصّل يتلخّص في الامور التالية :
الأوّل : أنّ الحقّ ثبوت الحقيقة الشرعيّة بالوضع التعييني المتحصّل بنفس الاستعمال.
__________________
(١) كفاية الاصول : ٣٧.