وبالجملة ، فإنّ ملخّص الكلام في بيان تعداد الأركان الدخيلة في مسمّى الصلاة حسب ما يستفاد من النصوص الكثيرة يتلخّص في أربعة أركان ، وهي عبارة عن التكبيرة والركوع والسجود والطهارة.
أمّا التكبير : فقد دلّت نصوص كثيرة على أنّ التكبيرة ابتداء الصلاة وبها افتتاحها ، ومن الواضحات أنّ هذه الرواية ناطقة بلسان عربي مبين أنّ الصلاة بدون التكبيرة لم تكن متحقّقة ، بمعنى أنّ المصلّي إذا أتى بالقراءة من دون أن يكبّر لم يتلبّس بالصلاة ولا يصدق أنّه دخل فيها. ولأجل ذلك ينقدح أنّ عدم ذكر التكبيرة في حديث «لا تعاد» إنّما هو من جهة أنّ الدخول في الصلاة لا يصدق بدونها حتّى يصدق على الإتيان بها الإعادة ، كما تقدّم ، فإنّها عرفا وجود ثان للشيء بعد وجوده أوّلا. وبعبارة اخرى : إنّ المستظهر من هذه الروايات هو أنّ الصلاة عبارة عن عمليّة خاصّة لا يتمكّن المصلّي من الدخول فيها من غير باب التكبيرة وباب افتتاحها منحصر بها فقط ، ولأجل ذلك ورد في بعض الروايات : لا صلاة بغير افتتاح ، ومن هنا لو دخل المصلّي بدونها نسيانا أو جهلا ، فلا يكون مشمولا لحديث «لا تعاد».
وأمّا الركوع والسجود والطهور كما تقدّم آنفا فهي من الأركان القطعيّة ، لدلالة صحيحة أو حسنة الحلبي بابن هاشم على أنّ الصلاة ثلاثة أثلاث : ثلث منها الطهور ، وثلث منها الركوع ، وثلث منها السجود (١) ، الحديث. فإنّها قد حصرت الصلاة بهذه الثلاثة ، ولكن لا بدّ من رفع اليد عن ظاهر هذا الحصر بما دلّت عليه الروايات بالنصوصية من أنّ التكبيرة أيضا ركن ومقوّم لها كما عرفت.
وقد بقي الكلام في التسليم هل هو ركن أيضا كما استدلّ على ذلك بالروايات
__________________
(١) وسائل الشيعة : الجزء السادس ، الباب ٩ من أبواب الركوع ، الحديث ١.