الآخر بالخصوص.
هذا تمام الكلام بعون الملك العلّام في الصحيح والأعمّ.
تذييل حول أجزاء المركّب وشرائطه
وقد بقي الكلام في بيان كيفيّة مقارنات الواجب المركّب ، ولنمثّل لك بمقارنات الصلاة من حيث دخالتها في ملاك وجوب الصلاة وعدمها. فلا يخفى عليك أنّ بعض المقارنات لا مدخليّة لها في ملاك الصلاة بوجه من الوجوه ، حتّى تكون الصلاة المقرونة بها أفضل ملاكا بالنسبة إلى الصلاة التي ليست مقرونة بها ، وذلك مثل إتيان الصلاة في حال نزول المطر ، إذ لا شكّ أنّ نزول المطر لا ربط له بالصلاة حتّى يصير علّة لأفضليّة ملاك الصلاة التي أتى بها المصلّي في حال نزوله بالنسبة إلى الصلاة التي لا يؤتى بها في حال انقطاع المطر.
كما لا شكّ في عدم مدخليّة الصدقة في ملاك الصلاة من حيث الوجوب والندب ، فالمصلّي إذا تصدّق في أثناء الصلاة ـ كما تصدّق أمير المؤمنين عليهالسلام في الصلاة حال الركوع على الفقراء ـ وإن عمل عملا مندوبا حسنا ، لأنّ الصدقة مستحبّة في أثناء الصلاة ، ولكن استحبابها في أثنائها لا يصير موجبا لأفضليّتها من حيث الملاك حتّى يقال : إنّ الصلاة المقرونة بالصدقة تكون أفضل من الصلاة غير المقرونة بها ، لأنّ الصلاة التي وقعت الصدقة فيها ليست إلّا ظرفا للصدقة ، كالصوم الذي يكون في شهر رمضان ظرفا لتلك الأدعية الليلية والنهارية التي ورد أمر استحبابي بها في أثناء الصوم في طول النهار ، فإنّ قراءتها وإن كانت من المستحبّات الأكيدة في طول الليل والنهار ، ولكن ليس لها دخل في زيادة ملاك الصلاة الذي صار ظرفا لقراءة تلك الأدعية الكثيرة بالنسبة إلى الصوم الذي لم يكن مقرونا بشيء من تلك الأدعية ، كصوم راعي الغنم الذي ليس له اطّلاع