ترد عليه ويعرف أنّها من المسائل الاصوليّة ، أو تدخل في نوع المسائل الفقهيّة أو غيرهما.
واخرى يكون المقصود التمايز عند الكتابة في مقام التدوين ، وبيان عرفان الباعث والداعي الذي ينادي المدوّن إلى انتخاب تلك القضايا والقواعد المختلفة وتقريرها وتدوينها علما مشخّصا واحدا في قبال سائر العلوم المدوّنة ، ويضع له اسما خاصّا وعنوانا مخصوصا من حيث التسمية والوضع.
وبعبارة أوضح : إنّ المقصود من التمايز إنّما تعلّق بمقام التدوين ، يعني أنّ الطالب للتشخيص والتمايز يريد أن يعرف الباعث والداعي الذي صار سبب اشتياق الكاتب والمدوّن والمصنّف لانتخاب تلك القضايا والقواعد المتخالفة وتصنيفها وتدوينها علما واحدا ، ووضع اسم مخصوص فارد لها عند التسمية.
ومرّة اخرى يختار عدّة من القواعد والقضايا المتخالفة الاخرى ويدوّنها علما آخر ويضع لها اسما آخر ، وهكذا هلمّ جرّا إلى آخر العلوم التي دوّنت بتلك البواعث والدواعي التي اختصّت بها.
فإذا وقفت على ذلك التقسيم والمقدّمة فقد انقدح لك موقعيّة البحث والتمايز بالنسبة إلى القسم الأوّل والثاني.
واعلم أنّ بيان التمايز في المقام الأوّل إنّما يكون قابلا للتشخيص بكلّ واحد من الامور الثلاثة من ناحية الموضوع والمحمول والغرض ، كما يمكن أن يكون ببيان فهرس إجمال تلك المسائل والأبواب المأخوذة والمكتوبة في ذلك العلم.
واعلم أنّ ملخّص البيان في توجيه المطلب عبارة عن أنّ حقيقة كلّ واحد من العلوم المدوّنة ليست بحقيقة واحدة بسيطة بالذات والهويّة في محور موضوع مشخّص واحد ، ليتمكّن المشخّص والمميّز أن يميّزه عن غيره بتباين التقابل الذاتي ، كسائر امتيازات الوحدات الحقيقيّة المكوّنة من مقولة خاصّة على حدة