الناطق المأخوذ في الكلام عند الجواب في المشتقّات : إمّا أن يكون مفهوم الشيء حال الوضع ، أو ذات مصداق الشيء. فعلى الأوّل يلزم دخول العرض العامّ في الذاتي ، إذ الشيء عرض عامّ يقال على كلّ شيء حتّى على نفسه كما تقدّم ، والنطق ذاتي للإنسان ، فيدخل العرض العامّ في الذاتي. وعلى الثاني تنقلب القضيّة الممكنة إلى الضروريّة ، إذ الضحك بما له من المعنى ممكن الثبوت للإنسان ، فلو كان الإنسان الذي هو مصداق الشيء مأخوذا فيه لكان صدقه على الإنسان ضروريا لا محالة ، لأنّه من ثبوت الشيء لنفسه.
وعلى كلّ حال لا شكّ في أنّ كلّا من صاحب المطالع والسيّد مير شريف معترف بأنّ مفهوم المشتقّ الذي يتبادر إلى الذهن في مقام الإدراك عند الإطلاق يكون بسيطا ، بل يتلقّى منهما أنّ ذلك متسالم عليه عند الكلّ بلا نزاع فيه من أحد منهم ، إذ المستفاد من لفظ القائم ليس إلّا الشيء البسيط الذي يعبّر عنه بالفارسي بال (راست). كما أنّ المتفاهم من إطلاق لفظ الإنسان ليس إلّا المفهوم الذي يعرفه العرف كسائر المفاهيم المدركة عندهم من دون أيّ احتياج إلى أخذ الشيء فيه بالتفسيرين المتقدّمين من المفهوم أو المصداق ، لتلزم تلك المحذورات المتقدّمة.
ولأجل ذلك ذهبا إلى البساطة وفاقا لمشهور المحقّقين المتأخّرين ، بلا فرق في ذلك بين المادّة والهيئة ، إذ الهيئة بعينها هي المادّة في وعاء الواقع ، وإنّما الفرق بينهما يكون بالوجود والاعتبار ، نظير الإيجاد والوجود ، إذ الإيجاد بعينه عبارة عن الوجود من حيث الحقيقة ، وإنّما الفرق بينهما بالاعتبار ، إذ الوجود إن لوحظ بالنسبة إلى القابل يصير موجودا ، وإن لوحظ بالنسبة إلى الموجد والفاعل يسمّى إيجادا ، فيكون سنخ الفرق بينهما نظير العرض والعرضي كالبياض والأبيض.