موضوع علم الاصول
بقي الكلام في بيان موضوع هذا العلم أي علم اصول الفقه ، وقد مرّ عليك إقامة البرهان على عدم وجدان موضوع خاصّ له بحسب الواقع ، وأنّه في الواقع والحقيقة عبارة عن مجموعة القضايا والمسائل من القواعد المتباينة بلحاظ الموضوع ، والمحمولات التي جمعها الكاتب والمصنّف في مرحلة التحرير والتدوين لأجل اشتراكها في الدخل ، واخذ الغرض الواحد منها وهو عبارة عن الاقتدار على الاستنباط في الأحكام الشرعية فقط.
وإن أبينا عن ذلك وتنزّلنا وسلّمنا بلزوم فرض الموضوع لعلم الاصول ، يبقى الكلام في أنّ ذلك الموضوع ما هو في عالم الواقع بحسب الحقيقة ؟
ربّما قيل : إنّ ذلك الموضوع يتلخّص في الأدلّة الأربعة بملاحظة دليليّتها. وقد اختار هذا القول المحقّق القمّي قدسسره ـ حسب ما يظهر من كلامه في ابتداء كتابه (١) ـ على أنّه صرّح بذلك في حاشيته عليه ، وعليك بالمراجعة إلى الكتاب وإلى هامشه (٢).
ولكنّ الحقّ والإنصاف أنّ كلامه لا يخلو عن الإيراد والإشكال ، إذ ذلك ملازم لخروج المسائل الاصوليّة عن موضوع علم الاصول ودخولها في المبادئ ، ولك
__________________
(١) قوانين الاصول ١ : ٨.
(٢) قوانين الاصول ١ : ٩.