وسائر اللغات لم يوضع لذلك المعنى صيغة ولفظ مخصوص في مقام إفهامه يتمسّكون في إفهامه بلفظ المصدر : كالضرب والأكل والشرب والقيام ، أو اسم المصدر : كالغسل من باب الاستعارة عند الدلالة على مقصودهم فيما إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك الدلالة والبيان.
نعم ، يمكن التعبير الصحيح عن ذلك المعنى بلغة الفرس ، حيث إنّهم يعبّرون عن الضرب المرسل والمبهم ب (الكتك) ومثل هذا القيام والضرب اللابشرط يجتمع مع جميع الطوارئ ، بل مع ألف شرط ، فهذا المعنى إذا تجسّم في الخارج بالقيام في المحلّ واتّحد معه ولو كان الاتّحاد بالذات يكفي في صحّة الحمل ، بل الحمل ليس إلّا ذلك الاتّحاد في الواقع والحقيقة.
فتلخّص أنّ المبدأ بذلك الاعتبار والتعبير يكون هو المقصود في المقام ، لا بمعنى المصدري واسم المصدري إلّا من باب الادّعاء والاستعارة ، فيكون هذا المعنى هو المراد من اللابشرطية.
وبالجملة ، فإنّ هذا المعنى بهذه الخصوصية من اللابشرطية يكون أعلى وأرقى وجودا عمّا أفادوا من اللابشرطيّة في معنى المصدر واسم المصدر ، إذ المبدأ الأصلي يكون أعلى وأرقى حتّى من اللابشرطية بمعنى الاسم المصدري. بل لنا أن نقول : إنّه يكون معرّى عن اللابشرطيّة ، لأنّها ماهيّة مبهمة كإبهام الهيولى في نهاية الإجمال والإرسال والإبهام ، بحيث يكون مطلقا من جميع الجهات حتّى من لحاظ اللابشرطية على نحو ليس محموله إلّا الوجد المحض ، كحمل الوجود على الذات ، فيكون المبدأ في مرحلة اللحاظ والتصوّر على مرتبة من الإبهام ، بحيث يكون متساوي النسبة إلى جميع المشتقّات حتّى المصدر واسم المصدر.
فلبّ المطلب أنّ المبدأ الأصلي والأساسي يكون أشرف لحاظا من لحاظ