مشهد الرضا عليهالسلام حين وروده بأبرسيج في أثناء سفره إلى مشهد.
فلا يخفى عليك أنّي ـ بتوفيق من الله تبارك وتعالى ـ تركت قرية الأبرسيج مع جماعة من أصدقائي ـ وكلّهم من هذه القرية المباركة ـ مهاجرا إلى مدينة شاهرود ، ودخلت في «مدرسة العلقة» ، وكانت حوزة شاهرود في ذلك الزمان عامرة برئاسة آية الله العظمى الأشرفي والتوحيدي والدانش پژوه والنجفي والنمازي رحمهمالله جلّ جلاله.
وبقيت في هذه المدرسة مدّة أربع سنوات ، وفي تلك الفترة درست الصرف والنحو عند أساتذة الأدب رحمهمالله.
ولمّا استكملت المدّة كنت متلهّفا لزيارة ثامن الأئمة عليه آلاف التحيّة والثناء ، وبتوفيق من الله عزوجل شملتني ألطاف علي الرضا عليهالسلام ، فسافرت إلى مشهد ، وبعد زيارة مضجع الإمام الثامن سكنت في المدرسة المباركة للميرزا جعفر رحمهالله ، وحضرت دروس أساتذة الأدب في السيوطي والمغني والمطوّل ، منهم : حجّة الإسلام أديب النيشابوري قدسسره.
ثمّ بعد إتمام المعالم والقوانين درست اللمعة عند الآية المدرّس اليزدي رحمهالله تعالى.
وبعد إكمال اللمعتين بتوفيق من الله تبارك وتعالى حضرت درس الرسائل لشيخنا الاستاذ آية الله الحاجّ الميرزا هاشم القزويني تغمّده الله بغفرانه ، وكان عديم النظير في التدريس ، وكنت مشمولا لعنايته الخاصّة ، وكان منزله في عقد «آب ميرزا» المحلّة المعروفة في مشهد ، وكنّا كثيرا ما نزوره في بيته الشريف. وبالجملة ، فقد كمّلت دراسة الرسائل والمكاسب والكفايتين في محضره المبارك الشريف. وعندي ذكريات من أخلاقه العالية وله حقّ عليّ وإنّي قاصر عن تأديته ، ونسأل الله عزوجل أن يوفّقني أن أكتب هذه الحكايات في كتاب مستقلّ.
وكيف كان ، فبعد إتمام المجلد الثاني من الكفاية في محضر شيخنا العلّامة الاستاذ آية الله العظمى الحاج ميرزا هاشم القزويني رحمهالله ، ورد سيّدنا الاستاذ آية الله العظمى الحاج السيّد محمد هادي الميلاني قدسسره إلى مشهد الرضا عليهالسلام في بيت حجّة الإسلام المرحوم الحاج الشيخ مهدي النوغاني رحمة الله عليه ، وصار هذا الورود محفّزا جديدا لفضلاء حوزة خراسان ، وكان ذلك البيت الشريف محلّا عزيزا لجماعة العلماء والمجتهدين والفضلاء ،