والأسماء للمعاني والمسمّيات على نحو التعيين أو التعيّن ، كما سنتكلّم في أقسامه عن قريب.
ولا يخفى عليك أنّ الغاية والغرض الداعي الذي يجرّ الواضع ويبعثه نحو وضع الألفاظ والأسماء للمسمّيات والمعاني إنّما يكون عبارة عن الإفهام والتفهيم والتفهّم في مقام التخاطب ، وإبراز ما في الضمير عند التعلّق بالأشياء التي تكون مورد احتياجه في السماوات والأرضين من الأجرام والنجوم والشمس والقمر والجبال والحجر والمدر والمياه والأنهار والبحار ، ومن الحيوانات من الأنعام والأغنام والطيور ، وكلّ ما يكون مورد احتياجه من المأكولات والملبوسات والمشروبات ، بل كلّ ما يكون دخيلا في حوائجه في بعد المادّية والمعنويّة من المحسوسات والمعقولات ، وهكذا لوازم الصناعات القديمة والجديدة من المركوبات الجوّية والأرضيّة والبحريّة ، والمكائن الزراعيّة القديمة والحديثة ، وكلّ ذلك يكون مورد احتياج المجتمع حسب ما له من الاقتضاء في سعة المجتمع وضيقه.
وبالجملة ، فلا بدّ للإنسان عند بيان مقصوده ـ عند الحاجة إلى تلك الأشياء المتقدّمة ـ من وسيلة بيان تبيّن تلك الأغراض والمقاصد عند اقتضاء الحاجة إلى التفهيم والتفهّم في مقام التخاطب ، وتلك الطريق والأمارة والوسيلة منحصرة في وضع الألفاظ والأسماء لتلك المعاني المتقدّمة ؛ لأنّه يكون هو المنظر التامّ والكافي بالنسبة إلى جميع المحسوسات والمعقولات الدخيلة في كيان تنظيم المعاد والمعاش ، بلا فرق بين أن يكون المخاطب هو البصير أو الأعمى ، من أهل أيّ لغة ولسان بأقصر وقت وزمان وأسهل وجه من حيث الفصاحة والبلاغة من دون أيّ مشكلة يمكن أن يتصوّر أن تكون هو المانع في ذلك الميدان ، بخلاف الإيماء والإشارة ، فإنّهما مع كونهما من أصعب طرق البيان عند إبراز المقاصد