إنّ عقائد ابن تيمية الشاذّة كثيرة ولسنا الآن في مقام البحث عنها(١) ، ولكن نشير في هذا المجال إلى أمر واحد من عقائده بحيث يعدّ وضوح بطلانه كوضوح وجود الشمس في رابعة النهار ، أمّا الأمر الواضح الذي أنكره ابن تيمية هو اشتراك يزيد في واقعة كربلاء وأنّه لم يبلغ أهل بيت الحسين عليهالسلام منه أيّ أذى(٢) ، فإنّ هذا الأمر بحدّ ذاته يكشف عن الكثير ويحكي عن مدى عدم علمه واطّلاعه وإنصافه ، ونكتفي في هذا المجال بذكر بعض العبارات من الصواعق لابن حجر الهيتمي.
فإنّه في صفحة ٢٢٠ قال : «اعلم أنّ أهل السنّة اختلفوا في تكفير يزيد ابن معاوية ووليّ عهده ، فقالت طائفة : إنّه كافر لقول سبط ابن الجوزي وغيره»(٣).
[ولم يذكر صاحب الصواعق تلك الأشعار المعروفة عنه ولكن ذكر في مصادر أخرى أنّه قال :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل |
وكان يقول :
نعق الغراب فقلت صح أو لا تصح |
|
فلقد قضيت من الرسول ديوني |
وكان يقول :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) راجع كتاب دراسات في منهاج السنّة لآية الله الميلاني.
(٢) مختصر منهاج السنّة : ٣٥٠ ـ ٣٥١.
(٣) ذكر ابن الجوزي هذا الأمر في كتابه الردّ على المتعصّب العنيد : ٥٢ كالتالي : «المشهور أنّه لمّا جاءه رأس الحسين رضياللهعنه جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشدأبيات الزبعري : «ليت أشياخي ببدر شهدوا ... الأبيات المعروفة» ، وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر».