نحوذلك ، ومن قرّاء القرآن نحو سبعمائة نفس(١) وأبيحت المدينة أيّاماً وبطّلت الجماعة من المسجد النبوي أيّاماً وأخيف أهل المدينة أيّاماً فلم يتمكن أحدٌ من دخول مسجدها حتّى دخلته الكلاب ...
ثمّ سار جيشه هذا إلى قتال ابن الزبير فرموا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها بالنار فأيّ شيء أعظم من هذه القبائح التي وقعت في زمنه»؟! [إلى هنا تمّ كلام صاحب الصواعق](٢).
فالجدير بكلّ مسلم أن يتأمّل ويتدبّر بدقّة متناهية هذه الأمور أنّه ماذا جرى على الإسلام طوال تلك السنين المتمادية.
ومن الذي أصبح خليفة لرسول الله عليهالسلام؟!!
وما أعظم أجر ومقام سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليهالسلام حيث لا يمكن أن يحصيه عدد ولا يبلغ عظم منزلته أحد ، وكذلك ما أعظم أجر ومنزلة أخيه وحامل لوائه بطل كربلاء وجميع من قتل في سبيله عليهالسلام ، أولئك النفر الذين جسّدوا بتضحياتهم روح الإيمان والتقوى والإخلاص والعبودية ، حيث قدّموا كلّ ما لديهم وبذلوا مهجهم لإحياء دين الله ، فصلوات الله وملائكته وأنبيائه وأوليائه على أجسادهم وأرواحهم الطاهرة.
هذا ، ويجدر بنا الإشارة إلى أنّ هذه العبارات الأخيرة لم تكتب في المصادر المشار إليها من أجل بيان الأعمال الشنيعة ليزيد ، وذلك لأنّها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثير :٨ / ٢٤١ ذكرا بلوغ العدد إلى ألف نفر ، وقال العلاّمة المجلسي أربعة آلاف نفر «..... ولكن الطبري المؤرّخ المعروف كعادته قد أعرض عن ذكر هذه الأحداث».
(١) وذكر غيرهم أنّ أقلّ ما روي سبع مائة نفر من الصحابة وعشرة آلاف نفر من غير الصحابة.
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٢١ ـ ٢٢٢.