أيا علماء العصر يا من لهم خبر |
|
بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر(١) |
ثمّ أخذ في هذا وأمثاله وبعثها إلى أهل الكاظمين عليهالسلام ، فأجابوا ولكن لابما يشفي الغليل أو يصيب الداء الدخيل ، فبعثها بعض الفضلاء إلى النجف ، التي هي قبّة الكمال اليوم وتخت مملكة العلم والشرف ، فتصدّى للجواب فضلاؤها ممّن جمع بين فضيلتي العلم والأدب ، وأخذ من الكمالات بأوفى نصيب وأعظم سبب ، فأجابوا وأطابوا ورموا الغرض فأصابوا ، حتّى بلغ مجموع ما قيل في النجف للجواب عنها ألفي بيت أو أكثر ، فعلمت جزماً أنّ هناك أموراً لم تذكر ، ومطالب في الردّ عليهم هي أقصى عن أذهان سائر الفضلاء وباعهم عنها أقصر ، وإن كان ما جاؤوا به كافياًفي الجواب ، غير مائل عن خطّة الحقّ والصواب ، ولكن قلت أعط القوس باريها ، فلا يخطي مراميها ، فعرضتها عليه دام ظلّه العالي ، فكتب في الجواب عنها رسالة فائقة على كلّ ما كُتب في أمر الغيبة إلى الآن وسمّاها كشف الأستار عن وجه غيبة الإمام عن الأنظار ، وذكر في أوّلها أربعين رجلاً من أعاظم علمائهم قائلاً بمقالتنا وأنّه عليهالسلام مولود ، وبين ظهراني الخلق موجود ، ونقل كلماتهم الصريحة بذلك من الكتب التي أثبت من طرقهم وبشهادة علماء رجالهم أنّها لهم ، ثمّ أجاب عن كلّ شبهة أوردها ذلك الشاعر حلاًّ ونقضاً وحفظاً على قاعدة تطابق الجواب مع السؤال ، نظمتُ تلك الرسالة على الوزن والقافية من أبياته وأدرجتُ فيها جميع ما في الرسالة فبلغت الثلثمائة بيت ، وجعلنا أكثرها في ظهر الكتاب المذكور كالتكملة له وأوّل قصيدتنا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ثمّ أورد رحمهالله (٣) أبيات بعد هذا البيت لم نوردها خوف التكرار والإطالة.