عن ظلم الوهم في حجب الأنوار ، فشهدته العقول بما له من الآثار ، وصلّى الله على رسولهونبيّه وأمين وحيه وصفيّه محمّد سيّد البشر وآله الميامين الغرر ، وخلفائه الأثني عشر المختومين بسميّه المنتظر عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره المقتبسين من أشعّة أنواره ، وخلّد الله دولة أمير المؤمنين الواجب الطاعة على المسلمين ، وسيف الله المنتقم من أعدائه الكافرين السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان الغازي عبد الحميد خان ، لازالت قلوب أعدائه كراياته خافقة ، وما برحت ألسنة الدهر بحمده ناطقة ، هذا وبعد فقد وردت إلينا قصيدة غريبة ماهي من الدهر بأوّل عجيبة ، تُعرب عن براعة ناظمها وسعة باعه وكثرة وقوفه على التواريخ واطّلاعه وتبحّره في العلوم وإمتاعه ، حيث أبتدأها بـ : «أيا علماء العصر ...» ، فتحاما عن جوابها علماء العصر ، ووكلوا أمرها إلى أدباء المصر ؛ لأنّ جواب مثلها لا يليق بالعلماء الجهابذة ، بل يكفيهم إيّاه أقلّ التلامذة ، فأجابوا وأجبت وانتدبوا وانتدبت ، وأنا أقلّ الصناعة بضاعة ، وأعياهم في حلبة اليراعة براعة ، فقلت :
يُمَثِّلُكَ الشَّوْقُ المبرِّحُ وَالفِـكْرُ |
|
فلاَ حُجُبٌ تَخْفِيْكَ عَنِّي وَلاَ سِتْـرُ |
....إلخ(١) ، وأخرها :
وإن عاد إشكال فعُدْ قائلاً لنا : |
|
(أيا علماء العصر يا من لهم خُبْرُ) |
و ـ الشيخ عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي المعروف بالهمداني من بيت شليلة في بغداد (ت١٣٣٣) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ثم أورد السيّد البراقي رحمهالله في كتابه السرّ المكنون تمام القصيدة وقوامها فيه (١٠٨) أبيات بزيادة بيت واحد عن الديوان المطبوع.