المتميّزة ويستفيدوا من عطائه الحسيني.
فانتقل إلى (البحرين) وحَطَّ رحلهَ بها ، وهناك انطلق انطلاقة جديدة واسعة في المنبر الحسيني ، كما تَفتَّحت مواهبه وظهرت ابداعاته في مجال الأدب والرثاء ، وفي وقت قياسي برز (ملاّ علي بن فايز) في (البحرين) بروزاً واضحاً ، وطبّقت شهرته أرجاء البلاد طولاً وعرضاً ، وأصبح الكلّ يلهج بذكره ، ولا يكاد ينافسه أحد من خطباء عصره ، رغم كثرة الخطباء في (البحرين) حينها ، والمقام الرفيع للعديد منهم.
يقول الحاج أحمد بن حسين المعيوف الأحسائي ـ نقلاً عن أكثر من واحد من خطباء القطيف والبحرين الذين التقوا بـ : (ابن فايز) أو بمن التقى به : «قدبلغ من حبّ وتفاعل بعض المؤمنين في دولة (البحرين) مع قرائة (الملا علي بن فايز) أنّهم بمجرّد أن يروه على دابّته ومن مسافة بعيدة يبكون»(١).
ويُنقل عنه أيضًا أنّ الكثير ممّن يعشقونه ويغرمون بقرائته من أهالي (البحرين) كانوا يقلّدونه في لباسه وشكله لشدّة تعلّقهم به.
ويمكن إجمال خصائص (ابن فايز) وما تميّزت به شخصيّته كخطيب حسيني فذّ ـ رغم كونه أُميا غير دارس ولا متعلّم ـ في الأمور التالية :
١ ـ صوته الرقيق الساحر الجذّاب : الذي لم يسمعه أحد إلاّ وانجذب إليه ، وهي أوّل ميزة تلفت نظر الآخرين إليه.
٢ ـ حسن أدائه وبراعته في الإلقاء : فبعض الخطباء قد يكون عالماً ويحمل معلومات جمّة لكنّه لا يُحسن أداءَها وإيصالها إلى الآخرين ، بينما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هكذا وجدتهم : ٣٧٤ ، بتصرف.