كان (الملاّ علي بن فايز) غاية في البراعة وحسن الأداء ، على أنّه قد لا يكون ممّن يحملون الكثير من المعلومات.
٣ ـ الحافظة القوية : فهو لايكاد يسمع آية أو رواية أو قصّة أو شعراً إلاّ ارتسم في ذهنه ونُقش في ذاكرته ، وبذلك عَوَّض عن القرائة والمطالعة.
فكان مجلسه الحسيني عامراً بالفوائد والحكم والمعلومات المفيدة رغم كونه أُميّاً.
٤ ـ القدرة الفائقة على التصوير وسرد القَصص : فكان ممّن يُجيد وبجدارة تصوير الحدث للمستمع حتّى كأنه يعرض للمستمع مشهداً سينمائيّاً أومسرحية حيَّة.
وبذلك كان يُشجي المستمعين أيّما إشجاء ، ويترك الدموع تسيل كأنّها المطر ، ويُخيَّلُ لمن يحضر مجلسه كأنّه في (كربلاء) أمام واقعة الطفّ.
٥ ـ إنّه كان يُنشىء الأشعار التي يحتاجها بنفسه وبأوزان وألحان جديدة ومتنوّعة ، ممّا جعل لمنبره تميّزاً آخر وحسّاً جديداً لم يسبقه إليه أحد.
هذه الصفات الهامّة للخطيب الحسيني ، والّتي هي من أهمّ دواعي النجاح للخطيب ، قد توجد متفرّقة عند العديد من الخطباء هنا أو هناك ، لكنّها من النادر جدّاً أن تجتمع في شخص واحد كما اجتمعت في شخص (ابن فايز) ، وبذلك فاق أقرانه وغطّى على جلّ منافسيه إن لم يكن كلّهم.
وقد تتلمذ عليه في الخطابة العديد من خطباء (البحرين) ، منهم الملاّ سلمان سليم السهلاوي ، المتوفّى سنة ١٣٥٤هـ ، كما ذُكر في مقدّمة ديوانه المطبوع ص ١٠ ، وغيره.
أدبه وشعره :
لقد كان (ابن فايز) شاعراً أديباً لامعاً ، كما كان خطيبا بارعاً ، وقد اشتهر