حفظه على هذه الأُمّة ، فكان ابتداء ذلك على يد الصِّديق بمشورة عمر»(١).
ويؤيّده ما أخرجه ابن أبي داود في المصاحف بإسناد حسن عن عَبْد خَيْر قال : «سمعت عليّاً يقول : أعظم النّاس في المصاحف أجراً أبوبكر ، فإنّه أوّل من جمع بين اللوحين»(٢).
فالمقدّمة والذيل باطلتان؛ لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كان قد دوّن الآيات ورتّب السور وكلّف عليّاً أنْ يجمعها بين الدفّتين ، فأيّ الاحتمالين أقرب إلى المنطق والعقل ، هل جمع الإمام عليٍّ أم جمع الخلفاء الثلاثة؟
هذا ويمكن للقائلين بوجود مصاحف على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإشارة إلى النصوص الموجودة في الصحاح والسنن.
الأخبار الدالّة على وجود مصحف على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
هناك أخبار كثيرة دالّةٌ على وجود مصحف عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وقد كتب على عهده (صلى الله عليه وآله) لا من بعده ونذكرها دلالةً على المقصود :
١ ـ روى عثمان بن أبي العاص خبر وفد ثقيف ، فقال عثمان : « ... فدخلت على رسول الله فسألته مصحفاً كان عنده فأعطانيه»(٣).
٢ ـ وعن أبي نضرة ، قال : «أتينا عثمان بن أبي العاص يوم جمعة
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ١ / ١٦٠ / ٧٤٦ ، النوع الثامن عشر جمعه وترتيبه.
(٢) المصاحف ١ / ١٥٤ ، ح١٥ ـ ٢٠.
(٣) الآحاد والمثاني ٣/١٩١ / ح ١٥٢٨ ، المعجم الكبير ٩/٦١ / ح ٨٣٩٣ وعنه في مجمع الزوائد ٩/٣٧١.