ثم إنّ كلمات كبار علماء أهل السنة ومشاهير أئمتهم في ترجمة أبي زيد والثناء عليه ، لخير شاهد ودليل على عظمة الرجل وجلالته ، وأنّه من أئمة اللغة والأدب ، المعتمد عليهم في معرفة اللغات ، وممّن إليه الرجوع في علوم العربية ، وإليك بعض كلماتهم في حقه :
١ ـ النووي : « أبو زيد الأنصاري النحوي اللغوي ، صاحب الشافعي ، وشيخ أبي عبيد القاسم بن سلاّم ، هو : أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت ، أبو زيد الأنصاري ، الامام في النحو واللغة ... قال الخطيب : وكان ثقة ثبتا من أهل البصرة ، وقدم بغداد.
ثم ذكر الخطيب بإسناده عن أبي عثمان المازني قال : كنّا عند أبي زيد فجاء الأصمعي فأكبّ على رأسه وجلس وقال : هذا عالمنا ومعلّمنا منذ ثلاثين سنة ، فبينا نحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكبّ على رأسه وجلس فقال : هذا عالمنا ومعلّمنا منذ عشر سنين.
وسئل الأصمعي وأبو عبيدة عنه فقالا : ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام. وقال صالح بن محمد الحافظ : أبو زيد ثقة.
توفي سنة ٢١٥. وقيل سنة ٥١٤. قال المبرد حدّثنا الرياشي وأبو حاتم : إنه توفي سنة ٢١٥ ، وله ثلاث وتسعون سنة ، توفي بالبصرة رحمهالله » (١).
٢ ـ الذهبي : « العلاّمة أبو زيد الأنصاري ... قال بعض العلماء : كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة ، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة. وكان صدوقا صالحا » (٢).
٣ ـ اليافعي : « ... قال أصحاب التاريخ : كان من أئمة الأدب ، وغلبت
__________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٣٥.
(٢) العبر ـ حوادث ٢١٥.