دلالة نزول آية التبليغ في الغدير على الامامة
ثمّ إن نزول هذه الآية المباركة في واقعة يوم غدير خم دليل على أنها إنّما نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لتأكّد على لزوم تبليغه أمر خلافة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام ، وتوضّح المراد من حديث الغدير وما خطب به رسول الله في ذلك اليوم ، إذ أن قوله تعالى : ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) يدل على عظمة شأن ما أمره تعالى بتبليغه ، بحيث أنه إن لم يبلّغه القوم فما بلغ الرسالة الإسلامية ، ولذهبت متاعبه وأعماله هباء منثورا ، وما ذلك إلاّ حكم الامامة الذي هو أصل عظيم من أصول الدين ، وبه يتم صلاح المسلمين في الدنيا والآخرة.
قال في ( بحار الأنوار ) : « إن الأخبار المتقدمة الدالة على نزول قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) مما يعين أن المراد بالمولى : الأولى والخليفة والامام ، لأن التهديد بأنه إن لم يبلّغه فكأنه لم يبلّغ شيئا من رسالاته ، وضمان العصمة له يجب أن يكون في إبلاغ حكم يكون بإبلاغه إصلاح الدين والدنيا لكافة الأنام ، وبه