بل بالحديث الذي رواه أحمد في الفضائل عن البراء بن عازب وإسناده صحيح. ورواية حبشون مضطربة ، لأنه قد ثبت في الصحيحين أن قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية ، نزلت عشية عرفة في حجة الوداع ، على أن الأزهري قد روى عن حبشون ولم يضعّفه ، فإن رواية حبشون احتملت أن الآية نزلت مرّتين ... » (١) ..
هذا ، ولقد روى جماعة آخرون حديث فضل صوم يوم غدير خم عن أبي هريرة ،
فقد روى السيد علي الهمداني : « عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كان له كصيام ستين شهرا ، وهو اليوم الذي أخذ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد علي في غدير خم. فقال عليه الصلاة والسّلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله.
وعن الامام الباقر عن آبائه عليهمالسلام مثل ذلك ، بل يروى عن كثير من الصحابة في أماكن مختلفة هذا الخبر. انتهى » (٢).
وقال الخطيب الخوارزمي : « وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز قال : حدّثنا علي بن سعيد الرملي قال : حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : من صام اليوم الثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين سنة ، وهو يوم غدير خم ، لمّا أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد علي فقال : من كنت
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٩ ـ ٣٠.
(٢) المودة في القربى للسيد علي الهمداني ، أنظر ينابيع المودة : ٢٤٩.