وقال أبو محمّد بن محمّد الأمير في ( رسالة أسانيده ) : « تفسير الثعلبي وسائر مؤلفاته بسند صاحب المنح من طريق ابن البخاري عن منصور بن عبد المنعم وعبد الله بن عمر الصفار والمؤيد بن محمّد الطريثيثي كلهم عن أبي محمّد العباس بن محمّد بن أبي منصور الطوسي عن أبي سعيد بن محمّد عن أبي إسحاق أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي وهو لقب وليس بنسب توفي سنة ٤٢٧ ».
ولقد كثر نقل علماء القوم عن تفسير الثعلبي وغيره من مؤلفاته واستشهادهم برواياته واعتمادهم عليها ، ونحن نذكر موارد من ذلك من باب التمثيل :
قال القرطبي بتفسير قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ) : « ذكر الثعلبي وغيره : أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبلّ خمارها. وذكر أن سودة قيل لها : لم لا تحجّين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ فقالت : قد حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقرّ في بيتي. قال الراوي : فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها ، رضوان الله عليها » (١).
وفيه بتفسير ( وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى ) : « وقال الثعلبي : واسم أم موسى : لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب » (٢).
وقال النووي بترجمة آدم عليهالسلام : « قال الامام أبو إسحاق الثعلبي في قول الله عزّ وجلّ إخبارا عن إبليس ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) قال الحكماء : أخطأ عدو الله في تفضيله النار على الطين ، لأن الطين أفضل منه من أوجه ... » (٣).
__________________
(١) تفسير القرطبي ١٤ / ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) المصدر نفسه ١٣ / ٢٥٠.
(٣) تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٩٦.