(٣٧)
سليمان الجمل
وذكر الشيخ سليمان الجمل تفسير ( المولى ) بـ ( الأولى ) في حاشيته على تفسير الجلالين حيث قال : « قوله : ( هِيَ مَوْلاكُمْ ) يجوز أن يكون مصدرا أي ولايتكم أي ذات ولايتكم ، وأن يكون مكانا أي مكان ولايتكم ، وأن يكون بمعنى أولى كقولك : هو مولاه أي أولى به إلخ. سمين.
وفي أبي السعود : هي مولاكم أي أولى بكم ، وحقيقته مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم ، كما يقال هو مئنة الكرم ، أي مكان لقول القائل إنه لكريم أو مكانكم عن قريب ، من الولي وهو القرب ، أو ناصركم على طريقة قوله : تحية بينهم ضرب وجيع. إلخ.
وفي الشهاب : قوله هو مئنة الكرم يعني : إن مولاكم اسم مكان لا كغيره من أسماء الأمكنة ، فإنها مكان للحدث بقطع النظر عمّن صدر عنه. وهذا محل للمفضل على غيره الذي هو صفته ، فهو ملاحظ فيه معنى أولى لا أنه مشتقة منه ، كما أن المئنة مأخوذة من أن وليست مشتقة منها. إلخ.
وقوله : أو ناصركم. فالمعنى لا ناصر لكم إلاّ النار ، كما أن معنى البيت لا تحية لهم إلا الضرب على التهكّم. والمراد نفي الناصر ونفي التحية. إلخ شهاب » (١).
__________________
(١) حاشية تفسير الجلالين سورة الحديد. وتوجد ترجمته في الأعلام ٣ / ١٣١.